الملاكمة الكوبية تعود إلى الاحترافية من جديد

8/28/2022
الملاكمة الكوبية تعود إلى الاحترافية من جديد الملاكمة الكوبية تعود إلى الاحترافية من جديد

"أسرع، أسرع، هيا!"، هكذا يصرخ المدرب في مجموعة من الشباب المتحمسين الذين يسرعون وتيرة العدو على المضمار، بينما يبدأ آخرون في توجيه اللكمات إلى الهواء فيما يحركون أجسادهم معا.

 

تمثل هذه المجموعة من الملاكمين جيلا جديدا يختبر أضخم تغيير في الملاكمة الكوبية منذ ستة عقود وهو العودة إلى الاحترافية.

 

يتدرب الفريق تحت أنظار رولاندو جاربي في ما يعد معقل هذه اللعبة بالجزيرة ألا وهو المدرسة الوطنية للملاكمة أولبين كيسادا في ضواحي العاصمة هافانا.

 

وينظر إلى جاربي نفسه كمدرسة في لعبة القفازات بعد أن فاز بفضية أوليمبية في المكسيك عام 1968 وأخرى برونزية في مونتريال عام 1976.

 

لطالما منحت الملاكمة كوبا البهجة. وتحل هذا العام ذكرى حصول البلاد قبل 50 عاما على أول ميدالية ذهبية أوليمبية في هذه اللعبة منذ نجاح الثورة الكوبية في 1959 خلال أوليمبياد ميونخ 1972.

 

فازت كوبا وقتها بثلاث ميداليات ذهبية في وزن الديك بفضل أورلاندو مارتينيز، وحقق إميليو كوريا ذهبية الوزن المتوسط، وكذلك تيوفيليو ستيفينسون ذهبية الوزن الثقيل. ومنذ ذلك الحين جمعت كوبا 78 ميدالية منها 41 ذهبية.

 

ويقول المؤرخ والرياضي السابق "وصلت هنا (المدرسة) في 1964. ولدت هنا وهذا هو بيتي، لم يتغير شيء. الملاكمة الكوبية هي ذاتها"، موضحا معنى العودة إلى الاحترافية.

 

ودخل مقصد جاربي بـ"التغيير" في مايو/آيار حين عادت كوبا رسميا إلى الاحترافية.

 

وكانت الملاكمة قد ألغيت بعد الثورة الكوبية وتولي الرئيس الراحل فيدل كاسترو حكم البلاد باعتبار أنها "استغلال" رأسمالي الطابع.

 

وبدأت الملاكمة الكوبية في العودة على استحياء منذ 2014 عندما نافست للمرة الأولى على مستوى شبه احترافي.

 

وبالفعل، نجح الفريق الكوبي الوطني في الفوز بثلاث من خمس نسخ من بطولة (دبليو إس بي) العالمية للملاكمة وكان آخر فوز في 2018.

 

لكن بداية العودة الحقيقية لعالم المحترفين كانت من ولاية أجواسكالينتيس المكسيكية بعد اتفاق مع إحدى شركات الرعاية في البلد الواقع بأمريكا الشمالية.

 

وكانت أول مشاركة لكوبا قوية للغاية وتشي بالكثير من الآمال العريضة. فقد حقق الملاكمون الستة الكوبيين- منهم اثنين من خريجي المدرسة الوطنية- الذين شاركوا في تلك المسابقة انتصارات مستحقة منها خمسة بالضربة القاضية.

 

ويعتقد خبير البيسبول والملاكمة الكوبي خورخي إبرو أن الملاكمة في كوبا "شبه احترافية"، موضحا "لا يزال الهيكل هو نفسه، بمعنى أنه حكومي. لا يستطيع الملاكمون اختيار منافسيهم ولا مدربيهم ولا وكلاءهم. ما يحدث هو نتيجة لأنهم رأوا العاصفة التي تهب على ملاكمة الهواة".

 

ويشير إبرو بـ"العاصفة" إلى ما شهدته أوليمبياد ريو 2016 حين قرر الاتحاد الدولي للملاكمة إيقاف 36 حكما بسبب مخالفات في قراراتهم.

 

وفي يونيو/حزيران من العام الجاري، قررت اللجنة الأوليمبية الدولية أن يكون التأهل لأوليمبياد باريس 2024 "غير خاضع للوائح الاتحاد الدولي للملاكمة"، بينما لا يزال إدراج اللعبة ضمن أوليمبياد لوس أنجليس 2028 مجهول مصيره.

 

وبموجب الاتفاق المبرم مع شركة (جولدن رينج بروموشنز)، يحصل الملاكمون الكوبيون على 80% من المبالغ المتفق عليها في كل مباراة يخوضونها، وهو وضع أفضل بكثير من النموذج السابق حين كانوا يحصلون على رواتب متدنية للغاية وحوافز بناء على النتائج في المسابقات.

 

ورغم أن هذه النسبة تعني طفرة كبيرة في الظروف المالية للملاكمين الكوبيين، لكن إبرو لا يزال يرى أنها "أقل بكثير" من تلك التي يتقاضاها المشاركون في أفضل مسابقات الملاكمة عالميا والتي تجرى عادة في الولايات المتحدة.

اخبار متعلقة