بقدر حجم الألم الذي تركه خروج البرازيل من كأس العالم قطر 2022 والحزن العميق في وجدان كرة القدم، ثمة فخر وتصفيق حار تستحقه كرواتيا بقيادة المخضرم لوكا مودريتش والحارس الخارق ليفاكوفيتش الذي تسبب في إفساد كل رقصات السامبا وقلب فرحة "بلد كرة القدم" إلى دار عزاء!!.

لماذا خسرت البرازيل؟ لأسباب عدة تبدأ أبرزها إخفاق المدرب تيتي في قراءة مجريات المباراة وتبديلاته العشوائية التي جردت "السامبا" حيويتها بإخراجه فينيسيوس وريشاليسون، وإبقاءه على رودريغو حبيس دكة البدلاء في بداية المباراة قبل إشراكه في الشوط الثاني فتغير شكل هجمات البرازيل وأصبحت أكثر نضجاً وفاعلية وتحقق الهدف بحل تشارك فيه نيمار ورودريغو وباكيتا، ولكن تيتي في ذلك التوقيت افتقد الحنكة والكفاءة الذهنية فلم يجرِ تبديلا سريعاً يحفظ توازن خط الدفاع وتلقى الصدمة الكبرى قبل 3 دقائق فقط من الشوط الإضافي الثاني!.

فعلياً! كرة القدم تنعى البرازيل، ذلك المنتخب الذي أمتعنا باستعراضه منذ بداية البطولة، تغنينا بلاعبيه مراراً، ورشحه الملايين لبلوغ المباراة النهائية والتتويج باللقب قبل أن يخرج من الباب الخلفي بعقل مدربه المتواضع.

في المقابل، كرواتيا استدرجت البرازيل وجرّتها لركلات الترجيح وراهنت على الانضباط التكتيكي وتقييد حركة اللاعبين فغابت الحلول الفردية ولولا هدف نيمار لقلنا أنه أسوأ لاعب في المباراة!.

مودريتش غطى على اللاعبين خلال المواجهة، أرقامه ساحرة فقد لعب 120 دقيقة، لمس الكرة 139 مرة، وتمريرات طويلة بدرجة 8، ودقة التمرير 90%، قطع الكرة من المنافس 3 مرات.

كل هذا وأكثر يا لوكا... أنت البطل الحقيقي.. هم انشغلوا بالرقص وصبغة الشعر، وأنت تراقص النملة!.