حفل فيفا للضحك على الذقون

2/27/2023
حفل فيفا للضحك على الذقون حفل فيفا للضحك على الذقون

 

محمد الحتو

فضيحة، مهزلة، وعدل مفقود في "ذا بيست" حفل الضحك على الذقون الذي نظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وظلم فيه حارس مرمى ريال مدريد البلجيكي تيبو كورتوا بمنح القفاز الذهبي لحارس منتخب الأرجنتين وأستون فيلا إيمليانو مارتينيز!.

كيف يمكن تقبل فكرة منح جائزة الأفضل في العالم بقياس أداء لاعب في 7 مباريات؟ والتغاضي عن مجهود موسم كامل وبطولات أكثر احترافية وتطوراً من كأس العالم، إلا إن كنتم ترون بأن المونديال يفوق دوري أبطال أوروبا بالقيمة الفنية!.

بصرف النظر عن سلوكه، وبغض الطرف عن إشاراته الخادشة للحياء، ورغم تصديه لكرة الثانية الأخيرة في كأس العالم "قطر 2022"، وركلات الترجيح التي يعلم الجميع كيف مارس فيها ألاعيب وحيل ذهنية للتأثير على الخصم، فإن مارتينيز لا يستحق الجائزة على حساب كورتوا.

هناك من يقول: مارتينيز حارس ممتاز! هذا صحيح وليكن ذلك، لكن على مسرح الجوائز هناك مقارنات ويفترض أن تحضر القياسات الدقيقة وقبل كل شيء الحياد والعقل والمنطق، إذ أن كان ما قدمه كورتوا مع ريال مدريد في الموسم الماضي من أداء أسطوري وتصديات تاريخية كفيل بمنحه الجائزة وإرسالها له للمنزل مع فرقة "زفة عريس".

مارتينيز في كأس العالم بالكامل كانت له 7 تصديات منها 3 داخل المنطقة، وفي المقابل، كورتوا في نهائي دوري أبطال أوروبا "فقط" ظهر في 9 تصديات منها 7 داخل المنطقة حتى أن كثيرون أطلق على لقب مدريد "بطولة كورتوا"!.

لكم أن تتخيلوا، أن مارتينز حصل على ثاني أسوأ نسبة تصديات في كأس العالم بلغت 47% واستقبل 8 أهداف، وبسبب كاس العالم فقط فاز بالجائزة!!.

إذا كان اختيار "فيفا" مبني على معيار كأس العالم ومنح الجوائز بناء على ذلك فمن الأجدى اكتفاءه بالجوائز "المنطقية" التي وزعت بعد نهاية مباراة الأرجنتين وفرنسا بتتويج ميسي "أفضل لاعب" ومارتينيز "القفاز الذهبي" ومبابي "الهداف" وإنزو فيرنانديز "أفضل لاعب شاب"، بدلاً من التدليس والاحتيال على تاريخ كرة القدم وجمهوره بحفل يتعلق بعطاء موسم كامل لم يظهر فيه مارتينيز بهيئة أفضل من كورتوا، ولا حتى ميسي أفضل من كريم بنزيمة!!.

لقد خرج البعض بحجة أن "كأس العالم هو المعيار"، وهنا نتساءل: أين كان المعيار نفسه عندما قاد فتى برشلونة الذهبي انديس انييستا منتخب إسبانيا للفوز بمونديال "جنوب إفريقيا 2010" فيما ذهبت وقتها الجائزة إلى ليونيل ميسي!!.

كم هي قاسية الجوائز الفردية، ظلمت الكثير سابقاً، فقد تمت سرقة انييستا الذي لطالما أمتع وأدهش وكان يستحق بلا شك كرة ذهبية لولا غطرسة "فيفا" وأهوائه المائلة نحو شركات الرعاية وأموال تسويقية حتى أصبحت جوائزه "عديمة المصداقية"!!.

اخبار متعلقة