ولد جوناثان ديفيد البالغ من العمر 23 عاما في نيويورك لأبوين من هاييتي وترعرع في أوتاوا بكندا، وأصبح أحد النجوم البارزين في الدوري الفرنسي وهو حاليا ينافس كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان على صدارة هدافي البطولة.

ولم تكن بدايات الدولي الكندي سهلة في ليل، لكن العمل الجاد والكثير من التضحيات جعل المهاجم الشاب ينفجر كرويا في عالم الساحرة المستديرة.

ويوم الجمعة الماضي حقق ليل بطل فرنسا عام 2021 تعادلا مثيرا مع ليون 3-3، إذ أهدر ليل فوزا كان بمتناوله بعد أن كان متقدما بفارق هدفين قبل دقيقتين فقط من نهاية المباراة. ولكن ليون عاد بنتيجة المباراة التي كان بطلها ديفيد بتسجيله ثلاثية (بينها ركلتا جزاء) مؤكدا حسه التهديفي العالي وحاجته إلى فرص قليلة لهز الشباك.

وكان ديفيد قريبا في الميركاتو الصيفي من الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن المهاجم الذي بدأ مسيرته الاحترافية مع غينت البلجيكي اختار قضاء عام آخر في شمال فرنسا، حيث لا تزال أهدافه تنهمر في البطولة الفرنسية.

أصبح ديفيد أغلى صفقة في تاريخ ليل في أغسطس/آب 2020، ودفع الفريق 27 مليون يورو مقابل خدماته بعد بيع فيكتور أوسيمين لنابولي الإيطالي مقابل 70 مليون يورو. لم تكن الأسابيع والأشهر القليلة الأولى التي قضاها في النادي سهلة بأي حال من الأحوال، ومع انخفاض الثقة استغرق الأمر حتى الأسبوع الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ليسجل هدفه الأول. ومع ذلك انتقل من قوة إلى قوة مع استمرار الموسم وأنهى موسم 2020-2021  بـ13 هدفا، مما ساعد ليل في انتزاع لقبه الأول متفوقا على باريس سان جيرمان الذي كان مرشحًا قويا لرفع الكأس.

وأصبح الآن لاعبا رئيسًا في الفريق الفرنسي، وسجل في موسمه الثاني (2021-2022) 15 هدفا في الدوري الفرنسي و3 في دوري أبطال أوروبا، حيث وصل ليل إلى دور الـ16 قبل أن يخرجه تشلسي. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي قال وكيل أعماله إن ديفيد سيغادر النادي في نهاية الموسم، لكن وضع 50 مليون يورو مقابل ضمه أخاف المتنافسين المحتملين في الدوري الإنجليزي الممتاز.

عاد الكندي مرة أخرى إلى هذا الموسم وهو الآن أفضل هداف في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، حيث يتصدر قائمة الهدافين مناصفة مع مبابي بـ19 هدفا.

كما تجاوز ديفيد (53 هدفا) إيدن هازارد (50) ليصبح أفضل هداف في تاريخ ليل في القرن الـ21، وكان أداؤه طوال الموسم خاليًا من الأخطاء تقريبا.

وإنهاء ديفيد الموسم بوصفه هداف الدوري هو هدف واقعي على الرغم من أنه بالطبع يواجه منافسا قويا في الفريق الباريسي. وعلى أي حال، يجني ليل حاليا ثمار استثماره بديفيد في الميدان ومن المؤكد أن رحيله إلى فريق كبير بات قاب قوسين.